ا
[center]بسم الله الرحمن الرحيم
مدرسة بنات الرمال الإعدادية
الذكرى الثانية والعشرين لإعلان
وثيقة استقلال دولة فلسطين
15 تشرين الثاني 1988 -2010
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله)) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين139) ))(( سورة آل عمران((
إعداد المعلمة:
أدات أبو ظاهر
يها العاشقون لمطر الاستقلال
يا زيتونة تزرع الأرض وطناً يلوح في عتمة المحتلين
وتفوق رائحة الشهداء في ذكرى من خلدوا لأجلها
وناموا في عيون الجنّة وارتدوا عطر الدم الأحمر
سيروا سيولاً تتدفق من بين سطور التاريخ المغمد بالنصر
وحدثوا الثوار عن زمن البندقية التي جنت زهور الاستقلال في ميدان الوطن والإباء
حلّق طائر الفينيق هذا اليوم ليجلس على كوفية العظيم ياسر
ويغرد معه بسرد حكاية الوطن السليب،الأليم على مفترق قلم
وقف الأسد في عرشه وحمل بندقيته وغصنه الأخضر
لاح بها وأخذ يطرب مسامع المخلصين بنبرات العودة
صوت جلجل في سماء العالم يقترب أكثر إلى الضفة وغزة يعلن انطلاق المشوار
ينتشر جليّاً نداءً هزّ الكون
" نعلن قيام دولة فلسطين وعاصمتها
القدس الأبدية "
أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وثيقة الاستقلال الوطني الفلسطيني في الجزائر بتاريخ 15 تشرين الثاني 1988 حيث ركزت الوثيقة على إقامة دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، لتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال السياسي والسيادة على أرضه كمرحلة أولى توطئة للتحرير الشامل ، وذلك بالاستناد إلى بنود : 1. الحق الطبيعي والتاريخي والقانوني للشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين .
قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1947 ، حيث تشمل ضمنيا : قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العامة رقم 181 لعام 1947 وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لعام 1967 وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 338 لعام 1973 .
2. تضحيات الأجيال الفلسطينية المتعاقبة دفاعا عن حرية واستقلال وطنهم فلسطين .
وقد جاء هذا القرار التاريخي الفلسطيني تتويجا لانتفاضة فلسطين الكبرى الأولى ، التي اندلعت قبل نحو 11 شهرا من ذلك التاريخ . وعرف هذا القرار بمبادرة السلام الفلسطينية تنفيذا لإرادة قيادة الانتفاضة الفلسطينية الأولى ودعم عربي وسوفياتي وتضمنت مبادرة السلام الفلسطينية عام 1988 عدة بنود هي : 1. ضرورة انعقاد المؤتمر الدولي الفعال الخاص بقضية الشرق الأوسط وجوهرها القضية الفلسطينية تحت إشراف الأمم المتحدة وبمشاركة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وجميع أطراف الصراع في المنطقة بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وعلى قدم المساواة آخذين بالاعتبار أن المؤتمر الدولي ينعقد على قاعدة قراري مجلس الأمن رقم 242 و338 ، وضمان الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ، وفي مقدمتها حق تقرير المصير ، عملا بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأحكامه بشأن حق تقرير المصير للشعوب وعدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة أو بالغزو العسكري ، ووفق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية .
2. انسحاب (إسرائيل) من جميع الأراضي التي احتلتها منذ العام 1967 بما فيها القدس العربية .
3. إلغاء جميع إجراءات الإلحاق والضم ، وإزالة المستعمرات التي أقامتها ) إسرائيل ) في الأراضي الفلسطينية والعربية منذ العام 1967 .
4. حل قضية اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بهذا الشأن .
.5 السعي لوضع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس العربية تحت إشراف الأمم المتحدة لفترة محدودة لحماية شعبنا وتوفير مناخ مؤات لإنجاح أعمال المؤتمر الدولي ، والوصول إلى تسوية سياسية شاملة ، وتحقيق الأمن والسلام للجميع بقبول ورضى متبادلين ، ولتمكين الدولة الفلسطينية من ممارسة سلطاتها الفعلية على هذه الأراضي .
وكانت وثيقة الاستقلال الوطني الفلسطيني تجسيدا حيا وفعالا على الساحة الفلسطينية لمبادرة السلام الفلسطينية الأولى من نوعها التي أعلنها ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية .
وفيما يلي ابرز بنود نص وثيقة الاستقلال الوطني الفلسطيني المعلنة في 15 تشرين الثاني عام 1988 :
.1 ولادة وتطور شعب فلسطين على أرضه :
على أرض الرسالات السماوية إلى البشر ، على أرض فلسطين ولد الشعب العربي الفلسطيني ، نما وتطور ، وأبدع وجوده الإنساني والوطني عبر علاقة عضوية ، لا انفصام فيها ولا انقطاع ، بين الشعب والأرض والتاريخ . وأرتقى بصموده في الدفاع عنها إلى مستوى المعجزة ، فعلى الرغم مما أثاره سحر هذه الأرض القديمة وموقعها الحيوي على حدود التشابك بين القوى والحضارات … من مطامح ومطامع وغزوات كانت تؤدي إلى حرمان شعبها من إمكانية تحقيق استقلاله السياسي ، إلا أن ديمومة التصاق الشعب بالأرض هي التي منحت الأرض هويتها ، ونفحت في الشعب روح الوطن ، واصل الشعب العربي الفلسطيني ، عبر التاريخ ، تطوير ذاته في التوحد الكلي بين الأرض والإنسان ، ومن جيل إلى جيل ، لم يتوقف الشعب العربي الفلسطيني عن الدفاع الباسل عن وطنه ، ولقد كانت ثورات شعبنا المتلاحقة تجسيدا بطوليا لإرادة الاستقلال الوطني . ففي الوقت الذي كان فيه العالم المعاصر يصوغ قيمه الجديدة كانت موازين القوى المحلية والعالمية تستثني الفلسطيني من المصير العام ، فأتضح مرة أخرى أن العدل وحده لا يسير عجلات التاريخ .
.2استقلالية الشعب الفلسطيني :
وهكذا انفتح الجرح الفلسطيني الكبير على مفارقة جارحة : فالشعب الذي حرم من الاستقلال وتعرض وطنه لاحتلال من نوع جديد ، قد تعرض لمحاولة تعميم الأكذوبة القائلة " إن فلسطين هي أرض بلا شعب " . وعلى الرغم من هذا التزييف التاريخي ، فإن المجتمع الدولي ، في المادة 22 من ميثاق عصبة الأمم لعام 1919 ، وفي معاهدة لوزان لعام1923، قد اعترف بأن الشعب العربي الفلسطيني شأنه شأن الشعوب الأخرى ، التي انسلخت على الدولة العثمانية هو شعب حر مستقل .