ولد الكاتب الفرنسي جان دي لافونتين, عام 1621م في إحدى مقاطعات الريف الفرنسي الجميلحيث قضى طفولته وشبابه فاكتسب بالتبعية حسا شاعريا رقيقا و لذلك فشل في أن يصبح رجل دين و لكنه نجح في أن يكون محاسبا بالبرلمان الفرنسي ، و مع ذلك فإن أية وظيفة في العالم لن ترضى رجلا مثل لافونتين و لن تشبع رغباته .كان موهوبا يحب الحياة و يرى الجمال في كل شيء ، حتى القبح كان يراه مهيأة لتبصر الجمال فقط .و في الفترة ما بين عام 1668 إلى عام 1694 ، صاغ لافونتين خرافاته في 12 كتابا و تضم حوالي 230 ، خرافة عبارة عن حكايات قصيرة منظومة شعرا جميلا على ألسنة الحيوانات ،و بالطبع لا تخلو من حكمة و موعظة و طرافة أيضا .لم يكن " لافونتين " ، مبتكرا في هذا النهج من الروايات ، فقد كان متأثرا إلى حد كبير بيعسوب الذي عاش عبدا في القرن السادس ق.م,باليونان وصاغ الحكايات والروايات على ألسنة الحيوانات خوفا من بطش السلطان ورجال السياسة ، كما كان متأثرا بالفيلسوف فيدروس الذي عاصر يعسوب ، وكان أسلوبه شبيها بأسلوبه .إكتسبت خرافات لافونتين ،شعبية كبيرة بين الأطفال ولكن الكبار أيضا كان يرونها نبعا للحكمة والفلسفة خاصة وأن لافونتين قد صاغها في أسلوب أدبي رفيع يعجز الكثيرون من أدباء العالم عن الوصول إليه .رجل مثل لافونتين لا يقنع بالحياة الرتيبة ، لذلك كان زواجه فاشلا ، فترك زوجته ، وابنه منها ولم يعبأ يفقدنهما فلديه دائما ما يشغله ويحتل معظم تفكيره ، الطبيعة والجمال الكائن فيها ، بالحياة بكل أشكالها في الإنسان والحيوان والطيور .ومات شيخا في عام 1695 وحتى آخر أنفاسه في الحياة ... كان رقيقا حصيفا ، ساخرا ." استعملت الحيوان لإرشاد الإنسان " ، عبارة قالها ، وصدق فيها وربما كانت سر خلود .ولقد اهتم اهتم الأدباء والكتاب العرب كثيراً بماكتبه "لافونتين" ومحاكاة خرافاته الوعظية، وسبب ذلك الاهتمام عائد إلى ما تضمنته الخرافات من مواعظ إرشادية تفيد أول ما تفيد النشء الجديد..