نص التصريح : ـ
عزيزي اللورد روتشيلد : ـ
( اعبر لكم عن بالغ سروري إذ أنقل إليكم باسم حكومة جلالة ملك بريطانيا التصريح التالي بالعطف على الأماني اليهودية الصهيونية .... إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلي إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وستبذل أقصى مساعيها لتسير تحقيق هذا الهدف ، على أن يكون مفهومها أن شيئا لن يعمل قد يكون من شأنه المساس بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف الحالية غير اليهودية في فلسطين ، ولا بالحقوق ولا با لوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر .... وأكون شاكرا إذا أحطتم المنظمات اليهودية علما بهذا التصريح )
تحليل التصريح : ـ
1 ـ نص التصريح على إنشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين ، أي ليس كل فلسطين سيصبح وطنا قوميا لليهود .
2 ـ تجاهل التصريح عرب فلسطين وأغفل وجودهم وتحدث عنهم كأنهم طوائف غير يهودية ، مع أن العرب الفلسطينيون كانوا يشكلون ما نسبته 92 % من تعداد سكانها البالغ ( 664 ألف نسمة ) والباقي 8 % يهود (56 ألف نسمة ) ومعنى ذلك أن البريطانيون استبعدوا حقيقة قائمة وهي ( عروبة فلسطين ) .
3 ـ أن بريطانيا منحت إقليما لاتملكه ( فلسطين ) إلى طائفة لا تستحقه ( اليهود ) دون استشارة أهله الأصليين .
حوادث حائط البراق ( المبكى ) 1929 م .
حائط البراق يحد المسجد الأقصى من جهة الغرب و هو حائط مقدس عند المسلمين كونه يرتبط بحادث إسراء الرسول صلى الله عليه وسلم .
كما أن اليهود يعتقدون بقداسته لأنه بحسب زعمهم من بقايا هيكل سيدنا سليمان القديم ، يحجون لإليه ليبكوا أمامه ويندبوا مجدهم القديم .
تطلع اليهود إلى وضع يدهم عليه فمنعتهم الشرطة العربية ، وهاج اليهود وحدثت اشتباكات دامية بين العرب واليهود تدخلت على إثرها القوات البريطانية لمناصرة اليهود وقمع العرب حيث سقط العديد من القتلى من كلى الطرفين .
ثورة 1936 م
وصلت الأوضاع السياسية في فلسطين إلى درجة كبيرة من التأزم لم تعهدها فلسطين منذ بداية الانتداب علي إثر رفض بريطانيا مطالب اللجنة العربية العليا 1935 م والتي طلبت ب : ـ
1 ـ تشكيل حكومة نيابية فلسطينية .
2 ـ إيقاف الهجرة اليهودية إلى فلسطين .
3 ـ منع إنتقال الأراضي من العرب إلى اليهود .
4 ـ إصدار بطاقة فلسطينية لمواطني فلسطين .
كل ذلك أدي إلى تأجيج فتيل الثورة المسلحة والتي بدأت بالإضراب العام ليشمل جميع أنحاء فلسطين والذي سرعان ما تحول الإضراب إلى ثورة مسلحة علنية وتوافد المتطوعين من جميع الدول العربية المجاورة وتحولت الثورة إلى أعمال عسكرية ضد البريطانيون ومصالحهم في فلسطين وكان لجماعة ( إخوان القسام ) دور ريادي في هذه الثورة حيث شكلوا القوافل الجهادية مما دعي بريطانيا إلى استخدام الدبابات والطائرات واشتدت القوات البريطانية في أعمال القمع تدخل رؤساء وملوك العرب لإيقاف الثورة وترك المجال للجنة ( بيل ) البريطانية لمناقشة أسباب الثورة والتي اقترحت ( أول مشروع لتقسيم فلسطين ) وهو تقسيمها إلي ثلاثة مناطق هي : ـ
1 ـ دولة يهودية ( تمتد على الساحل من حدود لبنان إلى جنوب يافا )
2 ـ دولة عربية : ـ ( في الأجزاء الباقية وتضم إلى شرق الأردن )
3 ـ منطقة انتداب بريطاني ( تشمل القدس والأماكن المقدسة )
ـ من هنا طهرت فكرة تقسيم فلسطين التى رحب بها اليهود والبريطانيون ورفضها العرب
مؤتمر المائدة المستديرة 1939 م
بسبب اطمتع اليهود التى لاتنتهي وموقف بريطانيا المنحاز لهم عاد الفلسطينيون إلى الثورة المسلحة من جديد مما دعى البريطانيون إلى عقد مؤتمر يمثل فيه زعماء العرب واليهود وانعقد المؤتمر في لندن وانتهى المؤتمر بالفشل الذريع والخلاف الواسع بين مطالب العرب وأطماع اليهود .
مؤتمر بلتمور 1939 م
عقد هذا المؤتمر بفندق بلتمور في نيويورك بالولايات المتحدة وحضره مندوبون عن المنظمات اليهودية الصهيونية فى أمريكا وأوروبا وفلسطين ، كما حضره ( ترومان ) الذي تولى منصب الرياسة فى أمريكا سنة 1945 م وأصبح أشد من سلفه ( روزفلت ) وأصدر المؤتمر عدة قرارات منها : ـ
1 ـ إنشاء دولة يهودية
2 ـ فتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية بلا قيود .
3 ـ لإلغاء توصيات الكتاب الأبيض 1939 م
4 ـ منح الوكالة اليهودية حقوقا واسعة تمهيدا لاستلام اليهود أمور الحكم والإدارة في فلسطين .
5 ـ تشكيل قوة عسكرية يهودية تحارب تحت علم خاص تأكيدا بأن للشعب اليهودي له قوميته وعلمه
